قوة اليقظة الذهنية في إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين

                                                                                   

ما هو اضطراب تشتت الانتباه فى البالغين؟

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على ملايين البالغين في جميع أنحاء العالم. يتميز اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأعراض مثل عدم الانتباه والاندفاع وفرط النشاط، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد الشخصية والمهنية. في حين أن الأدوية والعلاجات هي علاجات شائعة الاستخدام، فقد أظهر دمج ممارسات اليقظة الذهنية في إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين نتائج واعدة. في هذه المقالة، سنستكشف قوة اليقظة الذهنية في سياق إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين وفوائدها المحتملة خاصة  للأفراد الذين يشغلون مناصب إدارية.

فهم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين 

غالبًا ما يواجه البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبة في التنظيم وإدارة الوقت والحفاظ على التركيز، مما يجعل من الصعب عليهم الوفاء بالمسؤوليات المهنية. وقد يواجهون صعوبات في تحديد أولويات المهام وإدارة المواعيد النهائية والبقاء منتبهين أثناء الاجتماعات أو المحادثات. يمكن أن تؤدي هذه التحديات إلى زيادة مستويات التوتر، وانخفاض الإنتاجية، وتوتر العلاقات في مكان العمل.

 مشاهدة فيديو يصف أعراض اضطراب تشتت الانتباه لدى الراشدين

دور اليقظة الذهنية

اليقظة الذهنية هي ممارسة تركيز انتباه الفرد عمدًا على اللحظة الحالية دون إصدار أحكام. إنه ينطوي على تنمية الوعي بأفكار الفرد وعواطفه وأحاسيسه الجسدية، مما يسمح للأفراد بتطويرقدرته على معايشة  مواقف الحياة اليومية بشكل غير تفاعلي ورحيم أى دون حكم قاسٍ تجاه تجاربهم.  ، ومن خلال دمج اليقظة الذهنية في حياتهم اليومية، يمكن للبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اكتساب قدر أكبر من الوعي الذاتي وتطوير استراتيجيات لإدارة أعراضهم بشكل فعال.

 

:فوائد اليقظة الذهنية في إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين

 

زيادة الانتباه والتركيز:

يساعد التأمل الذهني البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على تحسين انتباههم وتركيزهم من خلال تدريب العقل على إعادة توجيه الأفكار المتجولة إلى اللحظة الحالية. الممارسة المنتظمة تعزز التحكم المعرفي، وتمكن الأفراد من الحفاظ على الاهتمام بالمهام وتقليل التشتت.

 

التنظيم العاطفي:

غالبًا ما يعاني البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من تفاعل عاطفي متزايد، مما يؤدي إلى سلوكيات متهورة وصعوبة في إدارة التوتر. الوعي الذهني ينمي التنظيم العاطفي من خلال تعليم الأفراد مراقبة عواطفهم دون إصدار أحكام. ويساعدهم هذا الوعي الذاتي على التعرف على المحفزات العاطفية والاستجابة بمهارة أكبر، مما يقلل من ردود الفعل الاندفاعية.

 

الحد من التوتر:

يعد التوتر المزمن تحديًا شائعًا للأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن اليقظة الذهنية يمكن أن تكون أداة قوية لتقليل التوتر. يؤدي الانخراط في ممارسات اليقظة الذهنية، مثل التنفس العميق ومسح الجسم، إلى تنشيط استجابة الاسترخاء، وخفض مستويات هرمون التوتر وتعزيز الشعور بالهدوء والرفاهية.

 

تحسين عملية صنع القرار: 

 تعزز اليقظة الذهنية مهارات الأداء التنفيذي، مثل التخطيط والتنظيم وصنع القرار. من خلال تطوير الوعي المتزايد لأفكارهم وأفعالهم، يمكن للأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اتخاذ خيارات مدروسة، مما يؤدي إلى نتائج أفضل في حياتهم المهنية.

 

تعزيز التعاطف مع الذات:

غالبًا ما يعاني البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من مشاعر الإحباط والنقد الذاتي وتدني احترام الذات بسبب التحديات التي يواجهونها. يعزز اليقظة الذهنية التعاطف الذاتي من خلال تشجيع الأفراد على التعامل مع الصعوبات التي يواجهونها بلطف وتفهم. هذا الموقف الرحيم الذاتي يمكن أن يقلل من الحديث السلبي عن النفس ويعزز قبول الذات، مما يؤدي إلى الشعور بالراحة والهدوء بشكل عام

مشاهدة حلقة مهارات اليقظة الذهنية

:دمج مهارات اليقظة الذهنية في الإدارة

يمكن للمديرين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الاستفادة من دمج اليقظة الذهنية في ممارساتهم القيادية. ومن خلال ممارسة اليقظة الذهنية بأنفسهم، يمكنهم تقديم نموذج للتنظيم الذاتي والذكاء العاطفي واتخاذ القرارات الفعالة  لفريق العمل. علاوة على ذلك، يمكنهم إنشاء بيئة عمل تدعم اليقظة الذهنية من خلال تشجيع فترات الراحة، وتوفير موارد اليقظة الذهنية، وتعزيز التواصل المفتوح حول الصحة العقلية.

خلاصة القول أنه فى حين أن الدواء والعلاج عنصران مهمان في إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين، فإن دمج ممارسات اليقظة الذهنية يمكن أن يعزز بشكل كبير الرفاهية العامة وأداء الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وخاصة أولئك الذين يشغلون أدوارًا إدارية. وقيادية  ومن خلال تنمية قدر أكبر من الوعي الذاتي، والتنظيم العاطفي، وتحسين عملية صنع القرار، يعمل الوعي الذهني على تمكين البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من التنقل في حياتهم المهنية بشكل أكثر فعالية. إن تبني اليقظة الذهنية كأداة إدارية لا يفيد الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه فحسب، بل يعزز أيضًا بيئة عمل أكثر صحة وشمولاً لجميع الموظفين.